فصل: (سورة الأعراف: الآيات 189- 190)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الأعراف: آية 187]

{يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (187)}.

.الإعراب:

يسألون مضارع مرفوع.. والواو فاعل والكاف ضمير مفعول به {عن الساعة} جارّ ومجرور متعلّق بفعل يسألونك {أيّان} اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة متعلّق بمحذوف خبر مقدّم مرسى مبتدأ مؤخّر مرفوع وها ضمير مضاف إليه {قل} فعل أمر، والفاعل أنت {إنما} كافّة ومكفوفة علم مبتدأ مرفوع وها مثل الأخير {عند} ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ رب مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء والياء ضمير مضاف إليه {لا} حرف نفي يجلّي مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء وها ضمير مفعول به لوقت جارّ ومجرور متعلّق بـ {يجلّيها} وها ضمير مضاف إليه إلا أداة حصر هو ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل {ثقلت} فعل ماض... والتاء للتأنيث، والفاعل هي {في السموات} جارّ ومجرور متعلّق بـ {ثقلت}، الواو عاطفة {الأرض} معطوف على السموات مجرور لا تأتي مثل لا يجلّي، والفاعل هي وكم ضمير مفعول به إلا مثل الأولى {بغتة} مصدر في موضع الحال منصوب {يسألونك} مثل الأولى كأنّ حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- والكاف ضمير في محلّ نصب اسم كأن {حفيّ} خبر مرفوع عن حرف جرّ وها ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {حفيّ} فهو مشتقّ {قل إنما علمها عند اللّه} مثل الأولى الواو عاطفة {لكنّ} حرف مشبّه بالفعل للاستدراك- ناسخ- {أكثر} اسم لكنّ منصوب {الناس} مضاف إليه مجرور {لا} حرف نفي {يعلمون} مضارع مرفوع... والواو فاعل.
جملة: {يسألونك...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أيّان مرساها} في محلّ جرّ بدل من الساعة.
وجملة: {قل...} لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: {علمها عند ربّي} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {لا يجلّيها.. إلّا هو} في محلّ نصب بدل من جملة علمها عند ربّي.
وجملة: {ثقلت...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا تأتيكم إلّا بغتة} لا محلّ لها استئنافيّة مقرّرة لمضمون ما قبلها.
وجملة: {يسألونك...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كأنّك حفيّ عنها} في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في {يسألونك}.
وجملة: {قل...} لا محلّ لها استئناف مؤكّد للجملة السابقة.
وجملة: {علمها عند اللّه} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {لكنّ أكثر...} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: {لا يعلمون} في محلّ رفع خبر لكنّ.

.الصرف:

{مرساها}، مصدر ميميّ من فعل أرسى الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.
{وقتها}، ظرف للزمن وزنه فعل بفتح فسكون.
{حفيّ}، صفة مشبهة من فعل حفي يحفي باب فرح، وزنه فعيل أدغمت الياء الزائدة مع لام الكلمة وفعيل هنا بمعنى فاعل، وقد يكون بمعنى مفعول أي مخفيّ زنة مرميّ.

.البلاغة:

1- التكرير: في قوله تعالى: {يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها} وفي هذا النوع من التكرير نكتة لا توجد إلا في الكتاب العزيز وهو أجل من أن يشارك فيها، وذاك أن المعهود في أمثال هذا التكرير أن الكلام إذا بني على مقصد، واعترض في أثنائه عارض، فأريد الرجوع لتتميم المقصد الأول وقد بعد عهده، طريّ بذكر المقصد الأول لتتصل نهايته ببدايته، وقد تقدم لذلك في الكتاب العزيز أمثال، وسيأتي. وهذا منها، فإنه لما ابتدأ الكلام بقوله: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها} ثم اعترض ذكر الجواب المضمن في قوله: {قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي} إلى قوله: {بَغْتَةً} أريد تتميم سؤالهم عنها بوجه من الإنكار عليهم، وهو المضمن في قوله: {كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها} وهو شديد التعلق بالسؤال، وقد بعد عهده فطرّي ذكره تطرية عامة، ولا نراه أبدا يطري إلا بنوع من الإجمال، كالتذكرة للأول، مستغنيا عن تفصيله بما تقدم، فمن ثم قيل {يسألونك} ولم يذكر المسؤول عنه وهو الساعة، اكتفاء بما تقدم. فلما كرر السؤال لهذه الفائدة كرر الجواب أيضا مجملا فقال: {قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ}. ويلاحظ هذا في تلخيص الكلام بعد بسطه.
2- التشبيه: في قوله تعالى: {يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها} أي يسألونك، مشبها حالك عندهم، بحال من هو حفي عنها، أي مبالغ في العلم بها.

.الفوائد:

- أيّان: تكون اسم استفهام، وتكون اسم شرط. وسواء كانت هذه أم هذه فقد اختلف بالمحققون في أصلها، فقيل إنها مشتقة من أي على وزن فعلان، وقال آخرون إن أصلها مركبة من أي وآن وأي لها معنى الشرط، وآن فيها معنى الحين، وبعد التركيب أصبحت اسما واحدا يحمل معنى الشرط.
ومختص بالزمان المستقبل. وبناؤه على الفتح. وكثيرا ما تلحقها ما الزائدة فتفيدها معنى التوكيد كقول الشاعر:
إذا النعجة الأدماء باتت بقفرة ** فأيّان ما تعدل به الريح تنزل

.[سورة الأعراف: آية 188]

{قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلاَّ ما شاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)}.

.الإعراب:

{قل} مثل السابق {لا} حرف نفي {أملك} مضارع مرفوع، والفاعل أنا لنفس جارّ ومجرور متعلّق بفعل أملك- أو بحال من {نفعا}، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء، والياء ضمير مضاف إليه {نفعا} مفعول به منصوب الواو عاطفة لا زائدة لتأكيد النفي {ضرّا} معطوف على {نفعا} منصوب إلا حرف استثناء {ما} اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء المتصل أو المنقطع {شاء} فعل ماض الله لفظ الجلالة فاعل مرفوع الواو عاطفة {لو} حرف شرط غير جازم {كنت} فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون.. والتاء ضمير اسم كان {أعلم} مثل أملك {الغيب} مفعول به منصوب اللام واقعة في جواب لو استكثرت فعل ماض وفاعله {من الخير} جارّ ومجرور متعلّق باستكثرت، الواو عاطفة {ما} حرف نفي {مسّني} فعل ماض.. ونون الوقاية وياء المتكلّم مفعول به {السوء} فاعل مرفوع أن حرف نفي أنا ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ إلا أداة حصر {نذير} خبر مرفوع الواو عاطفة {بشير} معطوف على نذير مرفوع {لقوم} جارّ ومجرور متعلّق ببشير {يؤمنون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: {قل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا أملك...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {شاء اللّه} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {كنت أعلم...} في محلّ نصب معطوفة على جملة لا أملك.
وجملة: {أعلم...} في محلّ نصب خبر كنت.
وجملة: {استكثرت...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {ما مسّني السوء} لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة: {إن أنا إلّا نذير} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {يؤمنون} في محلّ جرّ نعت لقوم.

.[سورة الأعراف: الآيات 189- 190]

{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آتاهُما صالِحًا جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190)}.

.الإعراب:

هو ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {الذي} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر خلق فعل ماض وكم ضمير مفعول به، والفاعل هو، ضمير مستتر {من نفس} جارّ ومجرور متعلّق ب {خلقكم}، {واحدة} نعت لنفس مجرور الواو عاطفة {جعل} مثل خلق من حرف جرّ وها ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {جعل} بتضمينه معنى خلق زوج مفعول به منصوب وها ضمير مضاف إليه اللام للتعليل يسكن مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو {إليها} مثل منها متعلّق بيسكن بتضمينه معنى يأوي.
والمصدر المؤوّل أن يسكن في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ {جعل}.
الفاء عاطفة لما ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب حملت تغشّى فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو وها ضمير مفعول به {حملت} فعل ماض.. والتاء تاء التأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي {حملا} مفعول مطلق منصوب، {خفيفا} نعت منصوب الفاء عاطفة مرّت مثل حملت الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمرّت، الفاء عاطفة لما مثل الأول {أثقلت} مثل حملت {دعوا} فعل ماض... والألف ضمير في محلّ رفع فاعل الله لفظ الجلالة مفعول به منصوب رب بدل من لفظ الجلالة أو نعت له منصوب وهما ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه اللام موطّئة للقسم أن حرف شرط جازم آتيت فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط...
والتاء ضمير فاعل ونا ضمير مفعول به أوّل {صالحا} مفعول به ثان منصوب، اللام لام القسم نكوننّ مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع... والنون نون التوكيد، واسمه ضمير مستتر تقديره نحن {من الشاكرين} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر نكوننّ.
جملة: {هو الذي...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {خلقكم...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {جعل...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {يسكن...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر.
وجملة: {تغشّاها...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {حملت...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {مرّت به} لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة: {أثقلت...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {دعوا...} لا محلّ لها جواب الشرط الثاني.
وجملة: {إن آتيتنا...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو تفسير للدعاء..
وجملة القسم المحذوفة في محلّ نصب حال من فاعل دعوا، أي دعوا اللّه مقسمين لئن.
وجملة: {نكوننّ من الشاكرين} لا محلّ لها جواب القسم، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
الفاء عاطفة لمّا آتاهما مثل لمّا تغشّاها {صالحا} مثل الأول {جعلا} فعل ماض.. والألف ضمير متصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول ثان لفعل جعلا... {شركاء} مفعول به منصوب، ومنع من التنوين لأنه ملحق بالمؤنث المنتهي بألف التأنيث الممدودة على وزن فعلاء في حرف جرّ ما اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بشركاء {آتاهما} مثل الأول. الفاء استئنافيّة {تعالى} فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف {الله} لفظ الجلالة فاعل مرفوع عن حرف جرّ ما مثل الأول، والجارّ متعلّق بـ {تعالى}، {يشركون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
وجملة: {آتاهما...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {جعلا...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {آتاهما} الثانية لا محلّ لها صلة الموصول ما.
وجملة: {تعالى اللّه...} لا محلّ لها استئنافيّة دعائيّة.
وجملة: {يشركون} لا محلّ لها صلة الموصول ما الثاني.

.الصرف:

{حملا}، مصدر يحمل باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون، وللفعل مصدر آخر هو حملان بضمّ الحاء، و{حملا} قد يكون اسما لما تحمله الأنثى في بطنها.
{خفيفا}، صفة مشبّهة من فعل خفّ يخفّ باب ضرب، وزنه فعيل.

.البلاغة:

الكناية: في قوله تعالى: {فَلَمَّا تَغَشَّاها} فالكلام كناية عن الجماع، أي فلما جامعها. والتغشي منسوب إلى الذكر، وفيه إيماء إلى أن تكثير النوع علة المؤانسة، كما أن الوحدة علة الوحشة.

.الفوائد:

- لمّا: حرف شرط موضوع للدلالة على وجود شي ء لوجود غيره. وقد مرّ معنا بحثها مفصلا، فراجعه في مظانّه.